Cpm Affiliation : the cpm advertising network

الثلاثاء، 2 أغسطس 2016

الحركة العلمية في العصر العباسي


  من  بين المجالات العلمية التي بزغت إبان العصر العباسي علمي الطب والصيدلة،  ويرجع ذلك إلى الترجمة التي بلغت في العصر العباسي شأنًا عظيما منذ خلافة  أبى جعفر المنصور الذي كلف جورجيس بن بختيشوع النسطورى بتعريب كتب كثيرة  في الطب عن الفارسية، وتوارثت أسرته بعد ذلك الترجمة والتأليف والتدريس.  ويعتبر عهد الخليفة المأمون العصر الذهبي لازدهار حركة الترجمة والإنفاق  عليها بسخاء، وقد برز في مجال الترجمة والتأليف أبو يعقوب يوحنا بن مأسويه  الطبيب المسيحي الدمشقي، الذي عهد إليه الرشيد بترجمة الكثير من كتب الأطباء والحكماء مثل: أبقراط، وجالينوس، وغيرهما وخلف يوحنا  تلميذه حنين بن إسحاق العبادي الملقب بشيخ تراجمه العصر العباسي. ولم  يقتصر تأثير حركة الترجمة العلمية على إثراء المكتبات والمدارس بجل  تراث القدماء، ولكن التأثير ظهر في صورة أهم من ذلك، وهى استيعاب  القديم،والانطلاق بخطى سريعة إلى عهد جديد في التأليف الطبي. وبلغ التأليف  بعد ذلك قمته كمًا وكيفًا بفضل عدد كبير من المبرزين في علوم الطب تميزوا  بغزارة إنتاجهم، وعظمة ابتكاراتهم، وسلامة منهجهم وتفكيرهم.
وسنكتفي بضرب المثل من بين أعمال أشهر أربعة من الأطباء المسلمين هم:  جالينوس العرب أبو بكر الرازي ، وعميد الجراحة العربية أبو القاسم الزهراوى ،  والشيخ الرئيسا بن سينا الملقب بالشيخ الرئيس , ونابغة عصره في الطب ابن  النفيس و ابن الجزار القيرواني. لقد قدم هؤلاء الرواد مع غيرهم خدمات جليلة  للحضارة الإنسانية تتمثل في مؤلفاتهم القيمة التي نهلت منها أوروبا في  القرونالوسطى وظل نعظهما يدرس في الجامعات الأوربية حتى عهد قريب.
الزهراوي
أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي هو فخر الجراحة العربية، ويعتبر كتابه التصريف  لمن عجز عن التأليف أكبر مؤلفاته وأشهرها؛ فهو موسوعة طبية تقع في ثلاثين  جزءًا ومزودة بأكثر من مائتى شكل للأدوات والآلات الجراحية التى كان  يستخدمها الزهراوى و معظمهما من ابتكاره، ولقد حظى هذا الكتاب باهتمام كبير  لدى أطباء أوروبا وترجم إلى اللاتينية.
ابن سينا
أبو على الحسين بن عبد الله بن سينا وهو الملقب  بالشيخ الرئيس، والعالم الثالث للإنسانية بعد أرسطو والفارابي. ومؤلفاته  تمتاز بالدقة والتعمق والسلاسة وحسن الترتيب، وهى كثيرة أشهرها كتاب القانون  في الطب الذي فضله العرب علىما سبقه من مؤلفاته لأنه يجمع بين خلاصة الفكر  اليوناني، ويمثل غاية ما وصلت إليه الحضارة العربية الإسلامية في مجال  الطب. ويقع الكتاب في خمسة أجزاء تتناول علوم التشريح، ووظائف الأعضاء،  وطبائع الأمراض، والصحة،والعلاج. وكتب ابن سينا في الطب ظلت المرجع العالمي  لعدة قرون، واعتمدتها جامعات فرنسا وإيطاليا وبلجيكا أساسًا للتعليم حتى  أواخر القرن الثامن عشر
ابن النفيس
هو علاء الدين أبو الحسن على بن أبى الحزم  القرشي المصري، وكتب ابن النفيس في الطب عديدة ومتنوعة منها: كتاب في الرمد:  وثان في الغذاء، وثالث في شرح فصول أبقراط، ورابع في مسائل حنين بن  إسحاق، وخامس في تفاسير العلل والأسباب والأمراض، ومن أشهر أعمال ابن  النفيس موجز القانون، وهو اختصار القانون  لابن سينا وفى كتاب شرح تشريح القانون اهتم ابن النفيس بالقسم المتعلق  بتشريح القلب والحنجرة والرئتين وتوصل إلى كشف الدورة الدموية الرئوية.  وبالإضافة إلى هؤلاء الأقطاب يوجد عدد هائل من الأطباء المسلمين الذين نبغوا  في مختلف مجالات الطب وتركوا بصماتهم المميزة في العديد من الابتكارات  الأصيلة والمؤلفات الصافية التي اعتمد عليها الغرب. منهم: زاد المسافر لابن الجزار القيرواني، وتقويم الصحة لابن بطلان، وتقويم الأبدان لابن  جزلة و تذكرة الكحال والمنتخب في علاج أمراض العين لعمار بن على الموصلي  وغيرهم كثير.
استمرت الخلافة العباسية  في المشرق من سنة 132 إلى 656 للهجرة أي لمدة 524 سنة، وبقي للعباسيين بعد  ذلك الخلافة بمصر إلى سنة 923 للهجرة.
و تعد الدولة  العباسية كما يقول ابن طباطبا كثيرة المحاسن، جمة المكارم، أسواق العلوم  فيها قائمة، و بضائع الآداب فيها نافقة، و شعائر الدين فيها معظمة،  والخيرات فيها دائرة، و الدنيا عامرة، و الحرمات مرعية، و الثغور محصنة،  ومازالت على ذلك حتى أواخر أيامها، فأنتشر الشر، و اضطرب الأمر.
كان تطور الفكر العربي في العصر العباسي نتيجة لما مر عليه من أحداث سياسية واجتماعية, و من مظاهر تطور الفكر في العصر العباسي ما يلي:
- أصبحت الترجمة  عملا رسميا بعدما كان في العصر الأموي عملا فرديا يقوم به بعض الراغبين فيه,  و هذا ما أدى إلى اكتساب كثيرا من العلوم و الآداب من البلاد المترجم عنها  بفضل الرحلات و البعثات العلمية و أول من عني بالترجمة من الخلفاء العباسيين  أبو جعفر المنصور ثم نشطت الترجمة في عهد هارون الرشيد وخاصة في عهد  المأمون
العصر العباسي الثاني
شهدت الحياة الفكرية في  العصر العباسي ازدهارا كبيرا في شتى الميادين، يعود سببه إلى ظهور الكثير من  العلماء والمفكرين في مختلف العلوم وانتشار حركة الترجمة واهتمام الخلفاء  بها، إضافة إلى التوسع في التعليم العام وبناء المدارس والمؤسسات الثقافية  مثل دور العلم والربط فضلا عن المساجد. ومن العلماء البارزين في اللغة  والأدب والشعر الخليل بن احمد الفراهيدي في علم النحو والعروض (نظم الشعر)  وعمرو بن الجاحظ في الأدب والبلاغة والأصمعي في الأدب واللغة, كما تميز  الإمام بن ثابت الكوفي المعروف بابي حنيفة والقاضي أبي يوسف في علم الفقه.  أما شعراء هذا العصر فمن أبرزهم أبو العتاهية والعباسين الأحنف وأبو تمام  الطائي و البحتري والمتنبي والشريف الرضي وأبو العلاء المعري وأبو نواس ومن  المؤرخين البارزين محمد بن جرير الطبري و اليعقوبي وبرز في الجغرافية  المسعودي أما في الرياضيات والفيزياء فقد برز أبو الحسنين الهيثم وفي علم  الجبر محمد بن موسى الخوارزمي وفي الكيمياء جابر بن حيان وغيرهم كثيرون ممن  ترجمت مؤلفاتهم إلى اللغات الأوربية واستفيد منها في النهضة الأوربية  الحديثة. وقد اهتم الخلفاء بالعلم والعلماء فقربوهم وشجعوهم فكان لذلك أثره  الكبير على الرقي الفكري في هذا العصر، وأبرزهم الخليفة هارون الرشيد الذي  اشتهر بتقريبه العلماء والفقهاء والأدباء والشعراء والكتاب وتشجيعهم على  البحث والتأليف وتوفير كل ما يحتاجون إليهفي بحوثهم ودراساتهم.
كانت الحياة  العلمية زاخرة على الرغم من الضعف السياسي في العصر العباسي الثاني فقد  امتزج الفكر العربي مع الفكر الأجنبي و شكلا حركة علمية و أدبية متكاملة و  أصبحت دار الحكمة و دكاكين الوراقين وحلقات المساجد مصدرا عظيما في هذا  العصر على الرغم من ضعف الخطابة إلا أن المواعظ تطورت و نشطت الرسائل  الديوانية.
لم يكتف  المسلمون بمجرد الترجمة بل كانوا يبدعون ويضيفون إلى كل علم يترجمونه. كما  لعب المسلم ونبهذا دورا كبيرا في خدمة الثقافة العالمية، فقد أنقذوا هذه  العلوم من فناء محقق، إذ تسلموا هذه الكتب في عصور الظلام، فبعثوا فيها  الحياة، و عن طريق معاهدهم و جامعاتهم و أبحاثهم وصلت هذه الدراسات إلى  أوروبا، فترجمت مجموعات كبيرة من اللغة العربية إلى اللاتينية، و قد كان ذلك  أساسا لثقافة أوروبا الحديثة، و من أهم الأسباب التي أدت إلى النهضة  الأوروبية.
وأنشئ في هذا  العصر بيت الحكمة و هو أول مجمع علمي و معه مرصد و مكتبة جامعة وهيئة  للترجمة، وصل إلى أوج نشاطه العلمي في التصنيف والترجمة في عهد المأمون الذي  أولاه عناية فائقة، ووهبه كثيرا من ماله ووقته، وكان يشرف على بيت الحكمة  قيّم يدير شئونه، ويُختار من بين العلماء المتمكنين من اللغات. وضم  بيت الحكمة إلى جانب المترجمين النسّاخين والخازنين الذين يتولون تخزين  الكتب، والمجلدين وغيرهم من العاملين. وكان المرصد من أكبر المراصد الفلكية  في ذلك العصر، عمل فيه أكبر علماء الفلك المسلمين و تمكنوا من خلاله من  تفسير ظاهرة الجاذبية، وتعيين خط العرض وقياس طول محيط الأرض، وظل بيت  الحكمة قائما حتى داهم المغول بغداد سنة 656 للهجرة الموافق 1258للميلاد.
الأسباب التي أدت إلى نهضة الأدب في العصر العباسي الأول :
1- الامتزاج  بين أبناء الأمة العربية وغيرهم من الأجناس الأخرى ونشأة جيل جديد من  المولدين يحمل الخصائص العربية والأجنبية ( مثل بشار بن برد وابن الرومي
2- انتشار التطور الحضاري المادي مثل بناء القصور والحدائق والتماثيل والنافورات ووصف الشعراء لكل هذه المظاهر مما أثرى الدرس الأدبي.
3- الرقي الثقافي الذي اتسعت آفاقه عن طريق التأليف والترجمة ومجالس العلم والثقافة.
4- تشجيع الحكام والخلفاء للأدب وتقديرهم للأدباء والشعراء وإعطائهم الأموال الكثيرة.
5- تنافس الأدباء والشعراء فيما بينهم لنيل المكانة والحظوة لدى الحكام والخلفاء.
أسباب تطور الحركة العلمية:
على الرغم من  الانحلال السياسي الذي أصاب الدولة العباسية في العصر العباسي الثاني إلا أن  الأدب شعرا ونثرا ظل مزدهرا وذلك لوجود عدة عوامل منها
حرص الخلفاء على نقل العلوم عن الحضارات الأخرى كالفارسية والهندية واليونانية
تشجيع الترجمة ودراسة هذه الآثار وتحليلها والإضافة عليها ، ولم يكن العرب مجرد ناقلين.
ازدهار الثقافة الدينية والاهتمام بالتفسير وعلوم الحديث.
ازدهار العلوم  اللغوية وظهور مدرستي البصرة والكوفة في النحو والاهتمام بالنقد الأدبي -  ظهور تيار جديد في الشعر العربي، يسمى مذهب المحدثين ،أحدث نوعاً من التجديد  في منهج بناء القصيدة العربية ،وأكثر من البديع
سمات الأدب في هذا العصر
النضج العقلي والعلمي
اهتمام الحكام بالعلم والثقافة والفن والأدب
تعدد الحواضر  الأدبية من مثل القاهرة ودمشق وحلب وقرطبة - التنافس الشديد بين الدويلات  ومنافستها بعضها البعض في جذب الشعراء والعلماء والأدباء والفنانين
التنافس الشديد بين الشعراء وذلك ليحظوا بالمكانة المرموقة
ظهور فلتات في الشعر والأدب كالمتنبي وأبى العلاء المعرى
الأدب في العصر العباسي الثاني
اتسم الشعر في العصر العباسي الثاني من حيث أغراضه بالتجديد في الموضوعات القديمة و إبداع موضوعات جديدة
حيث تتمثل في الموضوعات القديمة التي تطورت : الرثاء و العتاب و الزهد
الموضوعات الجديدة التي ابتكرت وصف أنواع الطعام و اللهو ووصف الحيوانات المتوحشة و الشعر التعليمي.
1 - الشعر التعليمي:
حيث يحاول بعضهم كتابة التاريخ شعرا و من أمثلة ذلك قول أحدهم في بعثة النبي (صلى الله عليه و سلم)
ثم أزال الظلمة الضياء و عاودت جدتها الأشياء
أتاهم المنتخب الأواه محمد صلى عليه الله
2- وصف الحيوانات المفترسة:
كقول البحتري في وصف معركة بين أسد و بين الفتح بن خاقان
فلم أر ضرغامين أصدق منكما عراكا إذا الهيابة النكس كذبا
3- وصف أنواع من الطعام
حيث عرف العرب في هذا  العصر أنواعا من الطعام والشراب لم يكن يعرفوها من قبل حيث كانت حياتهم تتسم  بالبداوة والطعام الذي يفتقر إلى الأنواع الأخرى ومثال ذلك بن الرومي حيث  يقول ومرفقات كلهن مزخرف بالبيض منها ملبس ومدثر
4- وصف أنواع من اللهو واللعب:
حيث عرف العرب أنواع من اللعب لم يعرفوها من قبل نتيجة تأثرهم بحياة الفرس حيث عرفوا الصولجان وعرفوا الشطرنج
ومن مثل ذلك قول ابن الرومي:
تقتل الشاة حيث شئت من الرقعة طبا بالقتلة النكراء
5- شكوى الدهر :
وذلك نتيجة الفتن  والثورات وسوء الأحوال الاقتصادية وسيطرة الفرس مرة والترك مرة وضعف الحياة  والانقسام الذي ساد في جسد الدولة ظهرت شكوى الزمان ومن أمثلة ذلك : قول  المتنبي
صحب الناس قبلنا ذا الزمان وعناهم من أمرنا ما عنانا
وتولوا بغصة كلهم منه وأن سر بعضهم أحيانا
ما حدث من تطور  للأدب في العصر العباسي الثاني ليس كما حدث في العصر العباسي الأول، وما حدث  في العصر الثاني كان أقل من ما حدث في العصر الأول ولهذا ما كتب هنا مختصر  جداً.
أولا الشعر:
- ازدهر  شعر المديح في هذه الحقبة وشاع وكان له أسباب ومن هذه الأسباب ظهور الدول  المستقلة ،وهذه الدول ظهرت بسبب ارتخاء قبضة السلطة المركزية في بغداد  وسامراء.
- وظهر بسبب التعقيد السياسي والاجتماعي ألوان من الشعر معا هما شعر اللهو والمجون وشعر الزهد والتصوف.
- ومن أبرز  ملامح تطور الشعر التي ظهرت في هذا العصر التجديد في المعنى،والميل إلى  الأوزان العروضية المجزوءة وذات الايقاع السريع لكي يسهل غنائها،وظهور مجالات  شعرية طريفة مثل التأمل الفلسفي العميق ،والهجاء الساخر وطرائف الرثاء  كرثاء المفقود من أعضاء الإنسان أو شي من المتاع وأشهر من أبدع في هذا الفن  ابن الرومي.
ثانيا:النثر
- أما  النثر في هذا العصر لم يتطور، غير أنه ظهر فيه الجاحظ الذي أبدع في الأدب  العربي وكانمن أشهر كتبه البيان والتبيين وكتاب البخلاء وكتاب الحيوان،  وألف كذلك الرسائل الأدبية ومنها كتاب القيان وتفضيل النطق على الصمت.
ثالثا: العتاب
هو ترك السخرية اللاذعة إلى الدعابة و اتسع و احتوى على خطرات نفسية و تأملات فكرية و من أمثلة ذلك قول أبى فراس يعاتب صديقا له:
لم أؤاخذك بالجفاء لأني واثق منك بالوداد الصريح
فجميل العدو غير جميل وقبيح الصديق غير قبيح
الجوانب الفكرية و الأدبية التي تأثرت بالحركة العلمية:
* الجانب الأدبي:
- الشعر الفلسفي و الحكمي و التهكمي و الهزلي و التعليمي
- وصف القصور و كسر المقدمة الطلية
- جودة في الألفاظ و سهولة العبارة (تأثرهم باللغة الفارسي)
- الإكثار من النظم بالأوزان الخفيفة.
* الجانب الفكري:
- ربط الكل ( الأسباب بالمسببات)
- إتباع الأساليب التصنيفية
- التأنق و التفخيم و التفصيل و الإطناب و إطالة المقدمات
- تنويع البدء والختام
أهم الحواضر:
البصرة ، الكوفة ، بغداد ( اتساع نطاق التأليف ووضع المصنفات


                   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Eco Communities

Eco  Communities The Green movement is catching on in many pockets of the world. This is  especially  true in the construction ind...