Cpm Affiliation : the cpm advertising network

الأحد، 31 يوليو 2016

الاحتلال البيزنطي للجزائر 534 – 647 م

نظام الحكم
لقد كانت إفريقيا يحكمها مدير أو عامل يتمتع بسطوة واسعة، ومركزه مدينة قرطاجنة البالغة من الحضارة والعمران مبلغ مدينة القسطنطينية يومئذ، ولم يتغير هذا النظام إلا في سنة 587 م حيث استطاع جناريوس إخماد ثورة البربر فكان بهذا أول حاكم عام عسكري لقب بالبطريق، وكان ورائه جيش من الموظفين منتشر على كامل البلاد ومعظمهم مختص بالتحصيل وجمع المال، حيث كانت الحكومة البيزنطية تعتمد في سياستها على نهب المال.
الحياة الاجتماعية
لقد كانت سياسة الروم في بادئ الأمر تميل لاسترضاء الأهالي وذلك من أجل الاطمئنان لهم وقد استعملوا في ذلك مختلف أنواع وأساليب الدهاء الدبلوماسي، وكان هدفهم هو تجنيد الأهالي ضد الواندال، وقد وصلة البيزنطيون إلى الغاية المرجوة والهدف المنشود، إذ اطمئنا الجزائريون لهم وراو فيهم المنقذ من استبداد الفاندال عليهم، إلا أن هذه السياسة لم تدم طويلا، حيث ما إن تحقق الهدف البيزنطي في القضاء على أعدائهم الرومان حتى تسارع الرومان إليهم يعاملونهم معاملة العبيد ويرغمونهم على الطاعة، وسلاحهم في ذلك كله الشدة والعنف بالإضافة على إلقاء العداوة والبغضاء بينهم بقصد التفرقة، وهذه سياستهم دائما فرق تسد، بالإضافة إلى إرهاقهم بالضرائب الباهظة، وهذا ما حمل الناس إلى إعلان كراهيتهم وإعلان الثورة والعصيان على الحكم آنذاك.
الحياة الدينية
لقد كان من بين أهم الأسباب في انهيار الإمبراطورية البيزنطية هي تلك النزاعات والنقاشات الدينية الفارغة بين البيزنطيين، ومما زاد في إشعالها وبعث التعصب المذهبي من مرقده، حينما أعلن الإمبراطور جستينيان وجوب اعتناق المذهب الكاثوليكي من دون غيره وكان ذاك سنة 535 م، في حين كان الجزائريون في ذلك الوقت على المذهب الأرثوذكسي وانتشار المسيحية في ذلك الوقت في الجزائر كان يشمل العديد من مناطق، في واد شلف وتلمسان والأوراس وغيرها من مناطق الوطن، ولقد تأثرت هذه الجهات بهذه المناقشات والمشاحنات الدينية واتسعت شقة الخلاف بين سائر الأوساط، وما زاد رقعت الخلاف اتساعا هو ذلك القانون الذي أصدره هرقل الأول سنة 631 م معلنا فيه بتعاليم جديدة ينبغي اتخاذها كمذهب آخر جديد، فقوبل هذا القانون من طرف الرعية بالرفض، فأخذت الحكومة باضطهاد المخالفين لها وخاصة اليهود، ولقد عرفت تلك المناقشات باسم المناقشات البيزنطية.
الثقافة والحضارة والعمران
لم يذكر المؤرخون حالة البلاد الأدبية والثقافية في العهد البيزنطي، أما فن المعمار فقد شيد البيزنطيون بعض الكنائس وأقاموا الأسوار حول المدن كأسوار: تنس، وشرشال، وسطيف، وميله وتمقادى، وقالمه، وتبسه.
أما ثراء البلاد ونشاطها الاقتصادي فإن مؤرخي شمال إفريقيا كادوا أن يتفقوا بالإجماع على أن العرب وجدوا البلاد ساعة نزولهم بها، كثيرة الزرع وافرة الثمرات، ويؤكد ديل أن في السهول الواسعة المهجورة التي تمتد جنوبي هضبة الأوراس وفي الإقليم الجبلي الذي 
يتوسط سهل تونس، في كل هذه النواحي يجد الإنسان في كل خطوة آثار مدن كبيرة أو صغيرة وقرى آهلة وأراضي مزروعة على امتداد عظيم.
انهيار الجزائر البيزنطية
إن سوء الإدارة ونظام الحكم الجائر، وعدم حسن السياسة مع الأهالي وكثرة الحروب والثورات والفتن والتعصبات المذهبية و الخلاف الديني، وتدخل قساوسة روما في الحكم وتسلطهم على الحاكم،وغيرها من الأسباب هي التي جعلت نظام الحكم البيزنطي يضعف شيئا فشيئا، ويومئذ افترقت الكلمة وظهر الانحلال التام في الإدارة والأخلاق وضعفت الحكومة، ولقد عمل البطريق جويجريوس الثاني، على انفصال إفريقيا عن بيزنطة بقطع العلاقة بينه وبين الإمبراطورية الشرقية وتحصن بعاصمته سبيطلة بالجنوب الغربي من ولاية تونس وأعلن ثورته على الحاكم العسكري الذي كان يشاركه في الحكم سنة 607 م ولقد كان هذا منعرجا حاسما، إذ دبت الفوضى واشتد الخلاف، واشتبكت الثورات ,وستمر الحال على هذا إلى أن أذن نور الإسلام بالشروق فسطع نوره بالمشرق وتمهدت السبل للعرب الفاتحين ففتحوا إفريقيا سنة 27 هـ /647 م وقضوا على تلك الاضطرابات كلها وقتل جريجريوس، وبموته انقضت دولة البيزنطيين من إفريقيا بعدما قضت بها 113 سنة.  فوداسالغوطي وفي نفس الوقت كان يعمل علي مجابهة تمرد أخر أخطر وأعنف قام به البربر في طرابلس إستعداد لمساعدة الجيوش البيزنطية وماكانجيلمار ليعتمد علي ولاء هؤلا وعلي نجدة الموريين

هناك تعليق واحد:

Eco Communities

Eco  Communities The Green movement is catching on in many pockets of the world. This is  especially  true in the construction ind...