Cpm Affiliation : the cpm advertising network

الأحد، 31 يوليو 2016

الجزائرفي ظل الاحتلال الروماني


     انتهت الحرب البونيقية بالقضاء على مملكة قرطاجنة وتخريب العاصمة واستولواعلى التراب الأصلي وأطلقوا عليه مملكة الرومان بإفريقيا وجعلوا على هذه الولاية واليا، ولم تكن الجمهورية الرومانية تطمع في توسيع الولاية في أول الأمر لكن إيطاليا ضاقت بأهلها بسبب استحواذ طبقة الأغنياء على أراضيهم وجلب العبيد (3 ملايين) وأصبح عدد كبير من الإيطاليين لا أراضي لهم ولا عمل، حتى كان بروما أكثر من 400 ألف لا عمل لهم سوى التجول في الأزقة،
ولرفع هذه الأزمة قررت الجمهورية إرسال أولئك الفقراء إلى الولايات الرومانية فجاءوا إلى قرطاجنة بـ 6000 إيطالي، وبعد واقعة "الطابوس" 46 ق م. استعمر الرومان شرق نوميديا وأطلقوا عليه اسم "نوميديا الجديدة" أما موريطانيا الشرقية (سطيف) فقد بقيت تحت يد أمراء بربريين إلى أن حكمها يوبا الثاني" الذي مهد الوطن للرومان وشجعهم على امتلاكه، وفي سنة 42 م ألحقت موريطانيا بروما نهائيا وبذلك تم للرومان الاستيلاء على الوطن الجزائري، ولم يتقدموا إلى الصحراء، كما لم يخضع البربر الساكنين بالجبال لروما، ومن خضع منهم كان يشن الثورات ضدهم.
الحكـــــم الرومـــــاني لشمـــــال أفريقــــيا
ـ اعتمد الرومان على القوة العسكرية لتوسعهم في شمال أفريقيا:
بدأ خضوع منطقة شمال أفريقيا لنفوذ الرومان بقضائهم على بقايا القرطاجيين ونفوذهم في المنطقة سنة 146 ق.م وأنشأوا بالمنطقة حصونا تعرف بـ”الليمس" كان دورها عسكريا بالدرجة الأولى حيث تعتبر حصنا متقدما للقوة العسكرية كما كان لها دور اقتصادي متمثلا في مراقبة الطرق التجارية وكونه مركزا للتبادل بين الرومان والقبائل الأمازيغية، وتتمثل الوسيلة الثانية التي اعتمدها الرومان في استماله القبائل الأمازيغية ومنحها بعض الامتيازات كالإعفاء من الضرائب حتى تبقى وفية لهم، وتتمثل الوسيلة الثالثة في وصول بعض الأمازيغيين إلى درجة الحصول على حق المواطنة الرومانية فسخرتهم بذلك لإخماد الثورات التي كانت تقوم بها قبائل أخرى غير موالية للرومان وانتهت هذه الوسائل من تمكن الدولة الإمبراطورية من بسط سيطرتها عند نهاية النصف الأول من القرن 1 م بهيمنتها على موريطانياالطنجية والقيصرية ونوميديا وكل الممالك الأمازيغية بأفريقيا الشمالية .
- تمتعت الإرستقراطية الرومانية بشمال أفريقيا بامتيازات كثيرة:
تتكون طبقة الارستقراطيين من كبار ملاك الأراضي اللذين كانت المساحات الخاضعة لهم غير محدودة إلى درجة أن عددا قليلا منهم كان يملك كل أراضي شمال أفريقيا يستغلونها بطريقة غير مباشرة بواسطة العبيد بينما تقتصر مهمتهم على المناصب العليا في الدولة والجيش ويعيشون في قصور داخل مضيعاتهم ويعتبر القنص من أهم وسائل التسلية في حياتهم اليومية. وتميزت القصور التي يعيشون بها بطلاآتها المتنوعة الأشكال والألوان والفسيفساء مع و جود حاشية كبيرة تخدمه هو وزوجته، وتعتبر الهدايا التي يتلقاها من صغار الفلاحيين مصدرا مكملا لحياة الترف.
* المدن الرومانية
:
تنقسم إلى خمسة أقسام:
1.
المدن البحرية وهي تجارية.
2.
المدن العسكرية يسكنها الجنود.
3.
المدن الفلاحية أكثر من يسكنها البربر.
4.
عواصم أولية وثانوية يسكنها كبار الولاة.
5.
مدن النزهة وهي لاصطياف الأسر، ومن هذه المدن (جميلة، تيبازة.
وكان من عادة الرومان إذا أرادوا تعمير مكان خطوا به خطين أحدهما من الشرقإلى الغرب والآخر من الشمال إلى الجنوب ثم يجعلون شكلا مربعا حول نقطة التقاء الخطين ويتخذون ذلك المربع مساحة للقرية ويحيطون هذه الساحة
بدكاكين وأقواس جميلة وتقام في هذه الساحة الحفلات وتجرى بها الانتخابات وتقرأ على الأمة القرارات، كما اعتنى الرومان ببناء المسارح والملاعب والهياكل الدينية.
 الديانة الرومانية :
كان للرومان آلهة عظمى وأخرى صغرى خاصة بالأسر والمنازل، وكانوا يعبدون القوى الطبيعية والنار والموتى من أسلافهم، وكانوا يمثلون أرواح الآلهة في الديدان فيطعمونها، ومن آلهتهم العظمى جوبيتار (كوكب المشتري) وهو إله المطر، وجينون junon آلهة النور والزواج. وللالهة معبد مشترك بروما. وهناك آلهة للحرب والخلافة والتجارة والأخلاق ويبلغ عدد الآلهة 160 إلها يستعينون بها ويستغيثونها في جميع شؤونهم حتى قال أحدهم "وطننا مملوء بالآلهة حتى أن وجود إله أيسر علينا من وجود رجل".
حياة الرومان :
كانت حياتهم حياة بساطة لا رفاهية فيها حتى أن من عظمائهم من كان يحرث بيده، وحتى بعد استيلائهم على الأوطان بقوا فلاحين وبقيت الصنائع والفنون بيد غيرهم من الأحرار والمماليك، ولكثرة انشغالهم وشدة عنايتهم بكسب الثروة صاروا أقل الأمم حبا في الملاهي، وكانت ملابسهم خشنة وتكثر نساؤهم لبس الحلي وظهور الزينة وصبغ الشعر وطلاء الوجه، وللخاصة لباسهم، فالشيوخ لهم قمصان ذات حواشي حمراء، والأحرار لهم حلة بيضاء وهو رداء يبلغ طوله 9 أذرع، ومساكنهم كانت خشبية ثم ترقوا في العمارة فتفنوا في البناء بالحجارة كما لم تكن لهم نوافذ لعدم معرفتهم بصناعة الزجاج، وكان الضوء معدوما ليلا في مدنهم، وبقوا على بساطتهم إلى أن تمكنوا من الاستيلاء على الأمم فأخذوا عن اليونان وأهل المشرق الملابس الرقيقة وزينوا البيوت بالتماثيل والرخام وفرشوها بالزرابي.
الرومان وعلاقتهم بالامازيغين:
لعل القائد الإفريقي الوحيد الذي خاض معارك طاحنة ضد الرومان هو يوغرطة حيث أنه ناضل حتى وفاته لإيقاف الزحف الروماني، وبدأت المناوشات بينه وبين الرومان عندما حاولوا تقسيم الدولة النوميدية إلى ثلاث دويلات، فقاومهم وانتصر عليهم سنة 116 ق م. ونجح في توحيد نوميديا، وأصبح حاكما لسيرتا سنة 12 ق.م. لكن الرومان استعملوا ضده أسلوب المخادعة للتخلص منه وهكذا استعملوا صهره أي والد زوجته الذي توسط بين يوغرطة وقادة روما ولكنه ألقى القبض عليه وسلمه إلى الوكيل المالي وذلك سنة 106ق.م.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Eco Communities

Eco  Communities The Green movement is catching on in many pockets of the world. This is  especially  true in the construction ind...